الاثنين، 20 فبراير 2012

حكمة عزت

حكمة عزّت


للشاعر السوداني / حسن إبراهيم حسن الأفندي

دع من مواض عشـــتها طربا

واهجـر لعــــز غاب واحـــتجبا

إن المكاسب ما تغـــيب وتختفي

لابــد تأتينا صـــباحا خُـــــلـّــبا

فاهجر جروحك إن حظك عــاثر

يغدو بشيب قـــد رماك وأرهبا

تجري وتلـهــــث نحو غـيم آفل

فلعــل ماء الغـــــيم أصبح مأربا

إذ جفّتِ الأحواض عندك والمنى

فغــدوت بعــد العز تبكى ما نبا

كانت قريبات المـــنال وكان لي

ما تشتهيه النفس تضمر مطلبا

دنيــا وما دنيـــاك إلا محــــــنة

جعــــلتك في هم تخاف ترقــبا

أوجست شــــرا من صباح قادم

أو ليلة تركـــــت مناما مُرعَــبا

آمـــنت عمرك أن تعيش لصالح

ونبذت غــــــثا لا يروق وأعجبا

والنفس قد جبلت على فضل لها

والشر في دنياك يبعـــــد مغربا

ظلمــوك في دنيا تعـــج بظلمها

ورموا بسوحك ما أساء وأسهبا

هــوّن عليك فمــــا أراك بحاجة

لرضاء من قطع الصلات وأذهبا

كم من رســـول طاهـــــر متبتل

نكر الجميع له وأرضوا محطبا

لاقى ولاقى ما يفــت عــــزيمة

لكــــنما بالحق رسّخ مذهــــبا

يا قدوة جاءت بوطــف سماحة

وتغلغلـــت فـــينا أريجا طــيبا

قــرّت دواخـلنا وساد جمالها

بل أنبتت تقــوى ودينا غُــلّبا

عصمت طبائعنا وجادت نعمة

فنََمَتْ لنا قـــيم الكـــرام تحببا

وبملّة ســـــمحاء كان خلاصنا

مما يعــــــيب لنا وظل مذبذبا

يا سيد الثقلين ها قـــد جــئتكم

أبكـــي حظوظي تارة متعـــذّبا

ما عاد فــي كـفي فديتك فضله

حتى أساعد من يضيع ومن كبا

ويعــــزُّ أن ألقى لشــيخ جائع

أو أن ألازم للمريض وقد خـبا

والناس حولي محنة وبحاجة

تدمي فـؤادي كي ينوح ويندبا

وعــــوار قلـبي لا يبارح لحظة

ثقل العــــمود به فأصبح أحـدبا

أبكـــي فما دمــــعي أفاد معـذبا

كلا ولا يشـــــفي مريضا أجربا

يا رازقـــا للنمــــــل في خــبآته

يا مشبعا للفـــــــيل مهما أذنبا

إن شئت ربي كان جودك واسعا

أو شئت فالجمل القعـــيد لهيدبى

إن شئت كل الناس في ثوب الغنى

أو شئت كان الفقــر فينا الأغـلبا

هي حكمة عـزت عــلى أفكارنا

مهما يحاول عاقـــل مستوعــبا

مهما يواتي الشعــر سحر بيانه

مهما يفيض الشعر سيلا مطنبا

مهما أحاول من نســـيج محكم

أنى يكون الشــــعر هـز وأطربا





























































































































الجمعة، 9 ديسمبر 2011

علمتني الحياة
مجاراة لفكرة الشاعر الكبير محمد مصطفى الحمام


علمتني الحياة ألا أغالي
فالمغالاة شيمة الأنذال
علمتني الحياة ما من تراخٍ
رغم أن الحياة دارُ زوال
علمتني الحياة من يتمادى
في ضلال أصاب سوء ضلال
علمتني الحياة شيئا يسيرا
جاهلا منها ما غدي ومآلي
علمتني الحياة ما نتمنى
بشحيح استجابة ووصال
علمتني الحياة تعطي بكف
واستباحت عظائم الأهوال
علمتني الحياة عيشَ كسير
ماله فيها من قرار بحال
علمتني الحياة أن جميلا
لبس القبح وجهه في عجال
علمتني الحياة كم من معانٍ
عكست قبلةً بلا إغفال
فجَرت أقدار بنا في سريع
أدهش العقل واستثار خيالي
كيف نلقى لما يحيط جوابا
فلعلي في حيرتي في خبال
علمتني الحياة أن حياتي
بقضاءٍ من مُحْكم الآجال
علمتني الحياة ألا أجاري
لسفيه يلوم حُسنى فعالي
علمتني الحياة ما أتغنى
وفؤادي ممزق الأوصال
علمتني الحياة فرّا وكرّا
فعلام الحياة تشغل بالي ؟
ما كريم إلا استقام بحال
لم يبدّل ثوابت الأحوال
والذي أنشأ السماء بناها
ودحا الأرض أو عليَّ جبال
ما تغرُّ الحياة إلا خبيلا
قاصرا في تفكيره و الخلال
علمتني الحياة قولا صدوقا
إن يكن فيه من مصيرٍ أُبالي
خشية الله ما لها من مثيل
أصفياء القلوب خير مثال
علّمونا من روعة وجمال
في وداد لهم وصدق مقال
علّمونا أن الحياة عبور
نحو أخرى مريحة في كمال
علمتني الحياة فيها نفاقا
فلنودع نفاقنا باعتدال
علمتني الحياة حبل نفاق
ماله من عُمْرٍ ولا للتعالي
كل ما كان أو يكون بحسبي
منكر من خلائق الجُهّال
من يعش هامش الحياة فماذا
إن يمت أو يعش عديد طوال
*******
يا غريبا دنياه بعض هموم
وأناخت لكالسحاب الثقال
لم تجد من هناءة في حياة
إذ ترى من يعضُّ كفَّ نوال
جحدوا مالهم وهم يعلمون الـ
غدر فيهم سوءا وشرَّ وبال
نكروا خالق الوجود ودامت
من ظلام لهم كبائر الأهوال
صوّروا للرسول فاستنفرونا
كبرت فعلة العدو المغالى
طيشهم فاق كل حدٍّ عرفنا
يا رسول الهدى , رسول معالي
شرعك السمح في سماحة دين
عرَّف العالمين نهج مثالي
ظلموا خلقك الكريم ورابوا
واستطابوا كسبا من الأموال
لم يخافوا لخالق وقدير
بسَّ أرضا وسامقا من جبال
فلعلي من غيرتي في نجاة
يوم تُتلى صحائف الأحوال

*******
يا إلهي وجئتك اليوم أبكى
من كثير مما يطوف ببالي
يقتل الناس بعضَهم يتسلّى
بعضُهم قاطعا رؤوس الرجال
دونما ذنب , أو ودون أمور
توجب القتل أو نقاف عوالي
والقحاف التي تفاخر فينا
ويراها روادها من جلال
*******
علمتني الحياة أن أتعالى
عن صغارٍ وخسّةٍ وابتذال
فلماذا في قومنا من غريب
ولماذا الصلاح بعض محال
أمة تملأ الكروش ونامت
عكس ما كان سالف الأجيال
فرّطوا في الكثير أو في قليل
طالما كان العجز من إذلال
ذهبت دولة الرشيد وهانت
وتمادت مساخر المتعالي
لم نعد مثلما نكون لزاما
إثر من كانوا شدّة الرئبال
علمتني الحياة بعض ليال
بدّلت ثوبها إلى أسمال!!
علمتني الحياة من جديد بأني
ما أراه ضربا من الزلزال
علمتني الحياة أخرى وأخرى
ممسكا عن سفاسف الأفعال
إن ذكرنا فما تغير حال
وكثيرٌ مآثر الأقوال
هل لشعري وإن أضاف جديدا
يأخذ الناس بعضَهم أمثالي ؟
رُبَّ من عاب ما أقول ويهوى
أن يراني مغمغما في سؤال
والرسالات آثرت قول حق
كسرت أصفادا لذي أغلال
حملت إيثارا وصدق فعال
فتآخى من سادة وموالى
*******
أي ظلم يعيث فينا بمكر
وبلاء ونقمة واحتيال
لم نًعُد إلا للذين تمادوا
ثمرا يا نعا قريب منال
هكذا يبلُغ الهوان وينمو
والليالي لها سريع انتقال
لم نعد أمة بعز وشأوٍ
مثلما كنا في لباس جمال
نخوة في تقوى وشرعٍ عظيم
وإباءٍ وعزّةٍ واكتمال





الجمعة، 11 نوفمبر 2011

فليسقط الشعر -2

فليسقط الشعر -2


للشاعر السوداني /حسن إبراهيم حسن الأفندي

فليسقط الشعـــر أوزانا وأذكارا

إن لم يكن خنجرا نمحو به عارا

محوت شعري ولا كانت منابره

إذا يساير ذل الصمــــت خوّارا

إذا يغـض لطرفٍ مــــثل قادتنا

ولا يقـــــاوم محــــتلا وغـدارا

فليسـقط النثر والأقـلام أجمعها

إن لم تدافــــع لحق تحفظ الدارا

فليسقط الجنس والأفكار ما فتئت

تروى لنا قصصا أو تلعن الجارا

ما بت أنظر إلا العجز أنســـــجه

والنار تُشــــعل من نار بها نارا

يا قادة العرب هل ما فــــيكمُ عمر

ولا ســـــمعتم عن الأبطال أحرارا

القــــدس نادى صلاح الدين أحسبه

وظن بعــــد صلاح الـــدين ثُوّارا

فمـــا رأيت أخا أبطال منتفــــضا

ولا رأيت لكـــم في الحق إصرارا

فهـل دفـــنا بمـــوتٍ كل بارقـــة

وليس نرقب بعد الموت مختارا

هذا مصـــير أبان اليـــوم خيبتكم

ومزق اليوم بعد الصـــمت أستارا

وفارس العرب في سجن يحيط به

حبل المشــــانق يا للهول أقـــدارا

جمال ماذا تبقى بعـــد رحلــــتكم

إلا الأعاجــم للأعـــجام أنصــارا

بغداد كانت لأرض الله حاكــــمة

هم ضيعوها رضوا بالكفر أحبارا

أين الرشـــــيد ومأمون ومعـتصم

هم ينظرون إلى ما كان أو صارا

وينظرون لعُــرب اليوم في عجب

ماذا دهاهـــم وكانوا السيف بتارا

من كان ينشـــر دين الله مقـــــتدرا

لا يرهــــبون بعــــزم الحق جرارا

واليــــــوم كل حقـــــير في إمارته

يعيش من خوفه الجرذان أو فـــارا







فليسقط الشعر -1

فليسقط الشعر-1



للشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي





فليسقط الشعر الذي لا يطرح القضية


وليسقط الشعر الذي يغازل الغجرية


وليسقط الشعر الذي


كان النفاق للملوك من بني أمية


وليسقط الخيال , تسقط الذاتية


والوصف والمديح والمرثية


وليسقط الشعر الذي ما انحاز للضحية


ولتسقط الأبيات إن ....


جاءت تعجُّ بالرمزية


تخاف أن تبوح بالهتاف ضد تلكمُ الوحشية


تخاف أن تقول لا ....


وألف لا يا سادة العصور في ...


ما كان من قتلٍ ومن سادية


فليسقط الشعر الذي يهادن الرجعية


ما أسقطت تاريخنا , تبدّل الهوية


وليسقط الشعر الذي لم يمتدح ثوراتنا العربية


وليسقط الشعر الذي بارك الطغاة لم يمجد الرعية


فكلنا مسخٌ بلا جنسية


أبوابنا مفتوحة لكنها


حتما لغير من لسانه العربية


فنحن نعشق اليهود نعشق العبرية


إما منا بوشُ الفتى


وهْو الرجا , وهْو الندى


قد جاء للدنيا هدية


حماية للساقطين


ورحمة بالبائسين


يحمي جموع الخائفين


من كل ذي جدٍّ ودين


من كل من صان الشعوب اليعربية


أو قاد ركب الصامدين


أخا حمية


مدافعٌ لم يرتجفْ يوما ولم


يأبهْ لموتٍ أو لحبل المقصلة


ظل المثال الفذ يحكي عن بطولاتٍ أبية


قضّت مناما للعدا وارتاب رعديد الطوية


وهكذا حقا تكون المرجلة


حقا تكون المرجلة


حقا تكون المرجلة


يا فارسا يفدي الرعية


الجمعة، 28 أكتوبر 2011

طار غرابي

طار غرابي

حسن الأفندي



يا حر ما ألقى من الأحزان

عين مؤرقة ودمع حنان

أ يسير مليونا حجيج كلما

حوْل أتى مستنهضا أقراني

وأظل أجزع كل عام حسرة

وأعيش رهن الشوق والحرمان

طار الغراب وما سبرت صنيعـه

يا ويح شيب لم يعظ وجداني

فكأنني أحيا خلودا مطلقا

وكأن موت الخلق لا يغشـاني

ومضى الشباب وقد خلت أيامه

وأتى المشيب مهـرولا فرماني

فمتى أسير إليك مكة زائرا

يرتاح صدري من لظى نيران

وإذا وصلت البيت ألثم أرضه

والأسود الزاكي وللجدران

ووقفت في عرفات أبكي مامضى

رتلاً من الآثام والخسران

وأعرجّن إلى مدينة خزرج

والأوس والقصواء ملء كياني

ولئن قضيت وما قضيت مناسكي

كان الجزاء بذمة الرحمن

أمحمد هل لي بيثرب موعد

أحكيك من هم ومن خذلان

(ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف ) وضيع مكان

القدس ما عادت لنا ميسورة

وغدًا يضيع النيل والنهران

اللهَ أسأله بقومي رحمة

أحيت سريعًا جامد الأجفان

فلعل بعـد القحط يومـض برقنا

وتسيل أنهار من الوديان

ولعل يوماً أن يكون صباحه

سعداً يزيل مرارة الإذعان

ويعيــد من شـيم الجدود كرامة

في نخوة كانت صمام أمان

فبحق من طافوا بـيتك خُشّعاً

وبحـق ما قضـوا من الأركان

وبحق حزني يوم قتــل محمد

وبحق ما ذرفت لنا عينان

وبحق ما عشنا بغبن كامن

وبحق آهات وجمر هوان

وبحق أصدق من أتــاك مهاجرا

لينال من عفــو ومن رضوان

هييء صلاح الدين يأتي قائدا

بجحافل من أشجع الفرسان

سيَرٌ لهم محمودة لو رتلت

أضحى جبان القلب غير جبان

خاض المعارك لا يبالي قاتلا

أو كان مقتولاً هما سيان

=

يا رب جئتك بالرسول محمد

وخليلك إبراهيم والقرآن

مستشفعا متوسلا متذللا

أرجو رضاء الواحد الديّان

الهم مزقني و جاس دواخلي

وَجَلَ الرحيل إذا يحين أواني

يا رب جنب لي و جنب كل من

لاقيت في الدنيا عن النيران

يارب واكتب لي زيارة أحمد

فالحب والأشواق يعتوراني

ويدي كما تدري تقصّر ليس لي

من حيلة إلا جدا الرحمن